مزاد... كاب ديزاد
الألعاب العربية فرصة للفرح وتطهير الجرح!

انتهت الألعاب العربية بالجزائر دورة 2023 بعد انقطاع لأكثر من 12 سنة، جمعت 22 اتحادا رياضيا، سمحت بظهور أسماء رياضية جديدة للضوء، وكانت فرصة للمشاركة والاحتكاك والتبادل الخبراتي والتعارف والتقارب بين مختلف الرياضيين.
الجزائر كانت حاضنة للألعاب الرياضية العربية، فكانت المضيافة الراقية بشعبها وهياكلها، وكانت المسيطرة على الكثير من التخصصات بفضل تمكن رياضييها وقدرة وذكاء مدربيها. فقد حققت فوزا خارقا ب253 ميداليه، منها 105 ذهبية، بفارق يتجاوز النصف عن ملاحقتها الشقيقة “تونس” التي حصدت 121 ميداليه منها 23 ميدالية ذهبية. هي نتائج حققت على أرض الميدان، بعيدا عن الكواليس أو الغرف المظلمة، فكشفت حقيقة الرياضة في الجزائر بعيدا عن رياضة الشغف الجماهيري “كرة القدم”. امتلأت المدرجات وانتفضت بهتافات المشجعين، فسوقت صورة أرقى عن الجزائر وشعبها، في صور ومشاهد رائعة تناقلتها وسائل إعلام عربية وأجنبية، من داخل الملاعب الرياضية والشوارع بالمدن.
المنتخبات الرياضية العربية تفاعلت وكأنها بأرضها وعلى ميدانها، تنافس أمام جمهورها، لم يشعر أبناؤها بالغربة أو الفرق، فقد تعامل الجمهور بدون تنمر أو إحراج لضيوفه، وكانت ظروف التكفل عالمية المقاييس، فلم يشتكي أيا منها من ظروف الإقامة، 15 يوما كانت كافية لتصنع لحمة عربية واحدة، ستزيد من تقارب الشعوب العربية. كما أنها تعتبر فرصة لتتحول الجزائر بهياكلها الرياضية الراقية في مصاف الملاعب الدولية، أن تكون قبلة لمعسكرات تدريب الرياضيين العرب، فتتحول الجزائر إلى بلد استثنائي بتنظيم دورات رياضية تحت مسمى “مهرجان رياضي”، لتصبح بلدا معروفا بالسياحة الرياضية، تجلب عشاق النوع الرياضي من مختلف أنحاء العالم.
تحقيق النتائج الباهرة للجزائر يعتبر فرصة ثمينة للقائمين على الرياضة بالجزائر لإعادة ترتيب البيت، بالتقرب من الرياضيين المشاركين في الرياضات الفردية، لأنها مهمشة جماهيريا وإعلاميا، والاهتمام بها ضعيفا مقارنة بباقي الرياضات، والاستماع لرغياتهم ومشاكلهم، لإعلدة التكفل بملفها، ودعمها ماليا، معنويا وإعلاميا، لأنها الرياضات التي أوصلت الجزائر إلى قمة الفوز.
بقلم: وردة. ق