وهران
لجنة تحقيق لكشف أسباب غياب “السكر” من رفوف المحلات التجارية بوهران، وهذا مصير البقوليات

قررت مصالح مديرية التجارة لولاية وهران تعيين ” لجنة تحقيق خاصة” للبحث في الأسباب التي أدت إلى اختفاء ” مادة السكر” من رفوف كل المحلات والفضاءات التجارية يوم الخميس، بعدما خلص الاجتماع الذي ضم ممثلين عن مؤسستي ” برحال” و”سيفيتال” لإنتاج السكر وإطارات مديرية التجارة ورئيس الاتحاد العام للتجار والحرفيين مكتب وهران إلى أن “نسبة الإنتاج لم تتغير والتوزيع باق على حاله”.
جاء الاجتماع عقب الندرة الحادة التي خلقت في مادة “السكر” بمختلف الفضاءات التجارية بولاية وهران، وامتد تأثيرها إلى ولايات مجاورة على غرار سيدي بلعباس، عين تموشنت وتلمسان. حيث بدأ المواطنون في التشكي من غياب مادة السكر، لتنطلق طوابير الانتار للحصول على السكر ببعض المحلات.
وحسب جولة استطلاعية، قام بها موقع “كاب ديزاد” بمختلف المحلات التجارية ببلديات ولاية وهران، فإن التجار لم يفهموا سبب الاقبال الكبير للمواطنين على طلب السكر، وصل الأمر ببعضهم إلى اقتناء 20 كغ دفعة واحدة، في حين حددت بعض المحلات سقف 10 كغ للزبون الواحد. بينما رد مواطنون أنهم تخوفوا من العودة إلى الفترة الماضية التي عانوا فيها من الندرة الحادة للمواد الأساسية.
حيث أجمع المشاركون في الاجتماع أن المواطن له دور كبير في “خلق الندرة”، بسبب تصديقه للإشاعات واقتنائه للمواد الاستهلاكية بحجم يفوق حاجته الطبيعية، مما يجعلها ناقصة بالسوق.
جدير بالذكر أن وزارة التجارة كانت قد جمدت بشكل رسمي عملية تصدير السكر للخارج، إلا برخصة استثنائية، للمتعاملين الاقتصاديين إلى أجل غير مسمى، بعدما كانت قد أطلعت المتعاملين الاقتصاديين في شهر فيفري الماضي، موضحة أن قرارالتجميد هو ضمان وفرة هذه المادة الأساسية.
يحدث هذا في الوقت الذي كان رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” قد تطرق بشكل مفصل إلى ما يشهده سوق المواد الاستهلاكية من ضربات تقوم بها العصابة وأذنابها، تمهيدا لخلق الفوضى، بعدما تختفي المواد الأساسية من السوق، وتحدث ثورة الجوع وهي الطريق التي تمهد للانقلابات على الحكم، مشيرا إلى الندرة التي تم خلقها في “البقوليات” في عز فصل الصيف، رغم قلة الإقبال عليها، إلا أن ندرتها دفعت إلى رفع أسعارها بطريقة جنونية.
تخصيص شاحنتيين لبيع البقوليات مباشرة للمستهلك عبر 3 نقاط بالولاية
وفي سياق موازي، ذكر رئيس الاتحاد العام للتجار والحرفيين مكتب وهران ” معاذ عابد” أن الديوان الوطني للحبوب سيخصص شاحنيتين، ستجوب أحياء وهران، لتتوقف في الأماكن التي تشهد حركية كبيرة، لبيع البقوليات مباشرة إلى المستهلك بالسعر المحدد لها سابقا. كما سيتم فتح 3 نقاط لبيع البقوليات مباشرة للمستهلك بحي صلانيز، سيد الشحمى، وسيدي بلخير أين سيحضي الزبون بأجود أنواع الأرز، الذي يتم استيراده من البرازيل وتايلاندا، بسعر 140دج ، والفاصولياء والعدس ب 260 دج بدل 400 دج.
وأضاف ذات المسؤول أن الديوان الوطني للحبوب، دعا كل تجار الجملة للتقرب منه، بهدف الحصول على المنتوجات بأقل الأسعار، كما يمكن لأصحاب المحلات التقرب من الديوان مرفقين بوثائق خاصة للحصول على شحنات مباشرة تصل إلى 3 قناطير، مؤكدا أن المخزون يكفي حتى 2024.
يذكر أن الرئيس “تبون” خلال لقائه الإعلامي الأخير، أكد أنه يجب تطبيق القانون في إطار مساع الدولة لضمان استقرار الحياة العامة، كما لم يستبعد أن تكون أطراف من “العصابة” هي من تدفع لخلق البلبلة عبر زيادة الأسعار”، ليأمر بعدها بتسقيف الأسعار البقالوليات. حيث تم فتح أكثر من 200 نقطة بيع عبر تراب الوطني بما فيها ولاية وهران .
وفي نهاية مارس الماضي، شدّد مجلس الوزراء الذي ترأسه الرئيس تبون على ضرورة “التأكيد والحرص واليقظة، على التنفيذ الصارم، لإجراءات منع تصدير المواد الغذائية الأساسية “، وطلب تبون في مجلس الوزراء الأسبق، وزير العدل بإعداد مشروع قانون يجرم تصدير المنتجات المستوردة.
أحمد ياسين/ جميلة. م