مزاد... كاب ديزاد

محرقة اليهود وهولوكوست غزة…؟!

بقلم وردة. ق

جميعنا يتذكر محرقة اليهود وما قام به النازيون اتجاه اليهود، خلال الحرب العالمية في القرن الماضي، واتهمت ألمانيا بقيادة الرايخ “هتلر” بأفضع جريمة حرب في التاريخ الحديث، أسوء تصرف بشري من جيش منظم اتجاه فئة معينة من البشر، في إطار التطهير العرقي.
تواترت أخبارها، وتسابق المؤرخون والكتاب، لنقل أحداثها وتصوير وقائعها، حتى رسخت في أذهاننا الفكرة وأصبحنا نردد قصة لم نحضر فصولها، لكننا تشبعنا بأفكار من نقلوها لنا عبر كتب وأفلام ووثائق لا نعرف صدقها من زيفها، على غرار الكثير من الوقائع التاريخية.
اليوم ولأن العلوم تطورت، سهلت علينا التكنولوجيا التواصل، فأصبحنا نعيش الأحداث لحظة وقوعها على المباشر وكأننا بعين المكان، فلم تعد تخفى الأمور، ولا تزيف الوقائع وإن حدث وتم الكذب فيها، فإن الحقيقة تظهر بعد انتشار الخبر مباشرة. وخير دليل ما يحدث بغزة الجريحة المنهكة، بعدما أصبحت الأحداث الدامية بها تبث مباشرة على الهواء، وكل العالم يشاهد التقتيل على المباشر، ويتابع الأفراد وهم ينتشلون أشلاء الأطفال خاصة والنساء، دون خجل من المحتل الذي تحدى العالم برمته، وأجبر الغرب على مناصرته، رغم جريمة الحرب الخاصة بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي تقوم به الآلة الهمجية الصهيونية اتجاه المدنيين الفلسطينيين. فانكشفت كذبة الغرب على المباشر بعدما فشل “بايدن” وهو يلفق كذبة نفاها حتى الصهابنة وهي “ذبح الأطفال” من طرف رجال المقاومة، فاضطر للتكذيب والقول أنه سمع المعلومة ولم ير صورا أو  هذه الأخيرة التي لازالت تلقن الكيان دروسا في الحرب والمقاومة والدفاع عن الأرض والشرف، وحتى رجالها محصنين بالذكاء الثوري، فلم يستشهد الكثير منهم، في حين تستغل الآلة العسكرية الصهيونية حجة القضاء على المقاومة الفلسطينية، لتبيد أحياء سكنية كاملة، لتنفيذ مشروعها الخبيث الخاص بتهجير الفلسطينيين وتعرية سطح الأرض بغزة لاغتصابها وسرقتها من أهلها.
ما يحدث بغزة، يكشف ويعري حقيقة الغرب حول تبنيه المصداقية في تناول القضايا، ويؤكد أن كذبة حقوق الإنسان التي تتغنى بها أكبر الهيئات القانونية في العالم، تملى بشروط على الدول الضعيفة والشعوب الفقيرة، والقضية الفلسطينية أفضل وأدق مثال للتأكد من ذلك، حتى الإعلام الغربي يزيف الحقيقة لينتصر العدو على الضحية، فأمريكا وفرنسا وبريطانيا شحنت بوارجها البحرية وسلاحها لاستقواء الكيان المغتصب على الفلسطينيين أصحاب الأرض، ورغم أن ما يجري على الأرض يرقى إلى هولوكوست حقيقي واستشهاد 500 نفر، أغلبهم أطفالا في لحظة واحدة جراء هجوم صاروخي على مستشفى المعمداني،  إلا أن الغرب يحاول بخبث أن يقنع العالم أن ذلك هو الدفاع عن النفس.
حدثت محرقة اليهود في القرن الماضي، لكن صداها مازال يستمر، بينما تعيش غزة هذه الأيام هولوكستا مرئيا على مرأى العالم، والحقوقيون يتفرجون والعرب يجتمعون في قمم السلام ليساووا بين الجلاد والضحية، وأصبحت مجرد حديث عابر، فلك الله يا فلسطين.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق