وهران
تشكيلات سياسية عاجزة عن ملئ الفراغ بوهران: مكاتب مغلقة ومناسباتية تفشل في التعبئة وهكذا تخرج القرارات من المقاهي بدل المقرات

ح/نصيرة
لا يختلف اثنان، عن التسليم بالفراغ السياسي الذي باتت تشهده الساحة بوهران، ابتداء من غلق جلّ التشكيلات لأبواب مقراتها طوال اليوم، وفتحها إلا نادرا للتحضير إلى زيارة رئيس الحزب أو إحياء مناسبة بصفة محتشمة، يصعب من خلالها التعبئة، ليترجم هذا وضع أحزاب دون قواعد شعبية أو أنها لتبيض ماء الوجه أضحت تستورد وجوها كثيرا ما تجد قدميها موضوعا في أكثر من حزب وقت التجمعات.
وحال المقرات الحزبية لا تخفى عن الأعين، إذ غزتها العناكب وصنعت في ظلامها شبكات عملاقة، أصبحت تدل على أنها مجرد أماكن مهجورة، ومجتاحة بالغبار وكأنه تراب، حيث تتقاسم التشكيلات السياسية نفس الأزمة بوهران، والتي تتعلق بضعف النضال، والذي أصبح لا يقوى إلا في المواعيد الإنتخابية ساعة تدق الأجراس للم الشمل والتوجه إلى التحضير للإنتخابات أو هيكلة الحزب.
وصنعت هكذا أمور مشهدا سياسيا مريضا، تعقد ملئ الفراغ فيه، في راهن كان من المفروض على جميع من يُعرفون بزعماء المكاتب الولائية، أن ينجحوا على الأقل في فرض مداومات بمكاتبهم، أو فتح المقر إظهارا لوجود التشكيلة السياسية على الأقل.
حيث تعاني المكاتب الولائية بوهران، من عجز كبير في لملمة وضعها بسبب هشاشة الهيكلة، وبسبب صراعات خنقت البيت الداخلي، وتقريبا جميع المكاتب لا تتحرك إلا مناسباتيا أو أنها تغفل عن إحياء مناسبة وطنية.
وحسب متابعين للشأن السياسي، أن مخلفات المشاهد المشار إليها تعود إلى ضعف يلازم التكوين السياسي للمناضلين، والتجوال الذي نشهده في مواعيد استحقاقية، على أساس أن جميع الأحزاب تتوحد في هذا الشكل وأبسط الأمور لديها كان ضعف تحكّمها في انضباط المناضلين، وخلاف الأجنحة، والأعقد في معادلة تشهدها الساحة أنها لا تجد آليات تصحح فيه المسار السياسي لها، فجميع البيوت هددها التصدع الداخلي بسبب النزاع لإعادة الهيكلة، وتسجيل غياب أعضاء المكاتب، بل أن الإجتماعات كما نسجله والقرارات أصبحت لا تخرج من المقرات بل من المقاهي.