مزاد... كاب ديزاد

تبون، الجزائر والوعود… ؟!

بقلم وردة. ق 
اكتسح اسم الزعيم الراحل “هواري بومدين” مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما نزل “عبد المجيد تبون” رئيس الجمهورية الحالي إلى قصر الأمم وألقى كلمة أمام البرلمان بغرفتيه، في أول كلمة تلقى أمام البرلمانيين منذ كلمة الراحل “بومدين” في عام 1977.
كلمة الرئيس “تبون” كانت واضحة ودقيقة، عدد فيها بعضا من الانجازات الهامة التي نفذت، كما أنه لم يتوان في الثناء على الشعب الذي يساير ويدعم قرارات الدولة، مؤكدا أنه لم يخن ثقته ولم يحد عن الوعود التي قدمها له، بعدما استجاب لندائه في مرحلة حرجة كانت تمر بها البلاد.
الرئيس “تبون” أعلن أنه تم استرجاع ما يعادل 30 مليار دولار على شكل عقارات، أموال واستثمارات كانت قد نهبتها العصابة خلال المرحلة الماضية، وهو ما يعتبر ردا على مطلب الشعب حين خرج في 2019 بضرورة محاسبة العصابة واسترجاع ما نهبته، والعملية مستمرة لاسترجاع ما سرق وحول إلى الخارج، من أجل إعادة استثمارها للصالح العام. وبعدما كانت الجزائر عبارة عن بالوعة للاستيراد، أوضح الرئيس أن ما يصبو إليه عبر برنامجه، هو التوجه نحو تشجيع الانتاج الوطني المحلي، للتوجه نحو التصدير بدل الاستيراد، إلى جانب إنشاء مشاريع قاعدية تسمح ببعث التنمية المحلية وخفض نسبة البطالة، على غرار السعي لتصدير 5 مليون طن حديد. ولتسهيل نقل هذه المنتجات الضخمة كالفوسفات أيضا، فقد تم التخطيط لإنجاز شبكة حديدية قوية للنقل من المناجم إلى الموانئ باتجاه بواخر التصدير، ناهيك عن ربط الجنوب بالشمال عبر تمديد السكة الحديدية إلى تمنراست والمنيعة وهو حلم وعد الرئيس بتحقيقه، ليكون بإمكان المواطن بالصحراء برمجة تنقله إلى الشمال بكل سهولة. بينما أصبحت الجزائر تصنع 70% من أدويتها، حسب قوله، في الوقت الذي تتعافى فيه الجزائر اقتصاديا، بفضل التدابير القانونية والتسهيلات المقدمة، التي سمحت بتراجع نسبة التضخم ورفع نسبة النمو الاقتصادي ب4,2% باعتراف مؤسسات دولية، بينما احتياطنا يتجاوز 70 مليار دولار. في الوقت الذي تحافظ فيه الجزائر على سمعتها ومبدئها حول القضايا الدولية، لاسيما دعم القضايا العادلة في مقدمتها القضيتين الفلسطينية والصحراء الغربية. معلنا أن الجزائر ستدافع عن افريقيا والقضايا العادلة بكل ما أوتيت من قوة باعتبارها عضوا غير دائم بمجلس الأمن.
وفيما يتعلق بالشباب ولدوره الرئيسي في صناعة الدولة بأفكاره ومواقفه وإنجازاته، لم يتجاوزه الرئيس، بل ثمن دوره الريادي في مجلس الشباب، الذي أصبح حاضنة لأفكار ومشاريع تصنع المستقبل، وحتى البطال منه لأن منحة البطالة كشفت شهامته، بتقبله للمنحة المخصصة له، واستجابته للتكوينات التي يوجه لها، لينتقل إلى سوق العمل بعدها.
رئيس الجمهورية عاد ليثمن دور الجيش الشعبي الوطني خلال فترة جائحة كوفيد 19، وعلى خطاه الجيش الأبيض الذي واجه الفيروس اللعين بكل ما يستطيع.
كلمة رئيس الجمهورية جاءت في وقت يحتاج فيه المواطن الجزائري سواء بالداخل أو الخارج إلى جرعة أمل وكلمة مطمئنة في ظل التغيرات والمشاكل الخارجية والاقليمية الحاصلة، إلى جانب استذكار ما تحقق وما لم ينجز بعد من وعوده كرئيس.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق