وطني

مرتاض هدى طبيبة التحديات…فقدت والدتها وأخاها وترقد مع والدها في الإنعاش

هذا ما تفعله كورونا

ح/نصيرة   

 لا ينكر أحد حجم التحديات التي يرسمها الجيش الأبيض منذ تفشي عدوى كورونا، هم جُنود بأتمّ معنى الكلمة والمغزى الذي يقدمونه للتضحية من أجل حياة الآخرين.

وهو عنوان ليس لفيلم أو سلسلة عقدتها أخصائية بمستشفى وهران، وإنها بالفعل بطولة لرمز أصحاب المآزر البيضاء، هدى مرتاض التي تصارع فيروس كورونا اليوم ، فهي طبيبة الآخرين والتي كانت سببا في حياتهم اليوم، وليست طبيبة نفسها، ترقد في فراش المرض إلى جانب والدها المصاب بوباء كوفيد-19.  

الدكتور مرتاض هدى أخصائية في التخدير والإنعاش بمصلحة جراحة وتقويم العظام (عيادة فلاوسن) بالمركز الإستشفائي الجامعي الدكتور بن زرجب بوهران، فقدت أعز ما لديها والدتها وأخاها خطفهما الوباء، في لحظة فراق أليمة، وهي مأساة لا تفترق عن مأساة أيّ جندي في المستشفى من العون إلى المنظفة إلى الشبه الطبيين فالأطباء والإدارة، جميعهم في مسؤوليات المثابرة والتحدي ممنوع عليهم العطل، وممنوع عليهم أن يقولوا لا لعلاج المصابين، بحكم ما يمليه الضمير المهني، في يوم لم يقف هؤلاء في احتجاجات ولا إضرابات للهروب من المسؤولية، وهم يرفعون أنبل مهمّة بوطنهم والمستشفى رغم الإمكانيات المحدودة.

وهذا ما تفعله كورونا في الوقت الذي يستمتع آخرين بنزع القناع الواقي، ويكسرون جدار التوجيهات كأنهم أبطال، حيث لا يصدقون خطورة الوضع عالميا وليس محليا فحسب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق