مزاد... كاب ديزاد

الخبير القانوني “بهلولي”: المحكمة الجنائية الدولية “المنتصر هو القوي”

بقلم الخبير في القانون: محمد أبو الفضل بهلولي

مرور ربع قرن على تأسيس المحكمة الجنائية الدولية

إنشاء منظمة الأمم المتحدة وميثاقها هي معجزة لبناء السلام وصون الأمن، لأن الاستثناء هو الحرب والقاعدة السلام.
لكن مع ذلك كان قصورا في الأمم المتحدة لاسيما في هيكل مجلس الأمن، في ذات السياق، تجربة الحربين العالميتين الأولى والثانية، وما خلفتاه من ملايين القتلى والضحايا؛ وهدم البناءات وتدمير أحلام أطفال، جعل المجتمع الدولي يفكر في محاكم دولية، لمواجهة الجرائم ضد الإنسانية، لكن لآلية المحاكم المؤقتة غير الدائمة إلى غاية تأسيس المحكمة الجنائية الدولية، بموجب معاهدة روما لمعاقبة مرتكبي جرائم الحرب وجبر الضرر.
لكن المحكمة لم تصبح عالمية وأغلب دول الأعضاء في الأمم المتحدة لم تنضم إلى معاهدة روما، وهناك نيّة من دول نامية بالانسحاب من معاهدة “روما”، لأن مجموعات من الدول العربية والإفريقية لم تعد لها ثقة في المحكمة، خاصة أنه خلال ربع القرن الماضي كانت مذكرات التوقيف جلها ضد أفارقة وعرب.
كما أن المحكمة تعمل بازدواجية المعايير، فلاحظنا تحركها بسرعة ضد ملفات محددة، على غرار الملف الاتحاد الروسي. وفي المقابل تسير المحكمة ببطئ في ملف القضية الفلسطينية، كما يوجد تباطؤ في معالجة الملفات، فهناك ملفات تم التداول فيها بعد 10 سنوات، وهذا ما يهدر الأدلة وينعدم الشهود. حسب تصوري المحكمة الجنائية الدولية أداة في يد الدول الغربية لمعاقبة الدول النامية، حسب الفكر الاستعماري “المنتصر هو القوي”.
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق