وهران
المركز الوسيط لعلاج الإدمان الصديقية بوهران يستقبل 300 حالة ادمان جديدة و تمكن من علاج 30 بالمائة من الحالات

م.جميلة
كشفت الدكتورة حي صليحة، الطبيبة المختصة في علاج الإدمان بالمركز الوسيط لعلاج الإدمان الصديقية، بوهران على هامش على هامش اليوم الدراسي الذي نظمته وكالة وهران للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء حول مكافحة المخدرات والإدمان عليها، عن تزايد ملحوظ في عدد حالات الإدمان على المخدرات في ولاية وهران .
وأوضحت الدكتورة صالحة أن المركز يستقبل يوميًا ما بين 8 إلى 10 حالات جديدة من مختلف الأعمار، مشيرة إلى أن الوضع أصبح أكثر تعقيدًا مقارنة بالسنوات الماضية. في عام 2016، كان يتم تسجيل حالة واحدة يوميًا فقط، بينما اليوم، يتجاوز عدد الحالات الشهرية 300 حالة، مما يعكس تزايدًا ملحوظًا في انتشار الإدمان.
وأشارت الدكتورة صالحة، إلى أن الفئة العمرية الأكثر ترددًا على المركز تتراوح بين 15 إلى 35 عامًا، خصوصًا الفئة الشبابية من 15 إلى 25 عامًا. واعتبرت أن هذه الفئة هي الأكثر عرضة لخطر الوقوع في الإدمان، وهو ما يتطلب مزيدًا من العمل الوقائي لتقليص هذه الأرقام المقلقة.
وكشفت الإحصائيات عن تزايد في عدد حالات الإدمان على المخدرات القوية مثل الكوكايين والمخدرات المصنعة مثل “الصاروخ”، التي أصبحت أكثر انتشارًا بين المرضى. ووفقًا للأرقام، يستقبل المركز نحو 80 إلى 90 حالة جديدة شهريًا تتعلق بالإدمان على الكوكايين، مما يعكس خطورة الوضع. ويؤدي هذا النوع من المخدرات إلى إدمان سريع ودرجة انتكاس مرتفعة.
ورغم الأعداد المتزايدة من الحالات، أفادت الدكتورة حي صالحة أن المركز تمكن من علاج واستقرار حوالي 30% من المرضى بشكل نهائي، ما يشير إلى نجاح نسبي في مواجهة هذا التحدي. ومع ذلك، يواجه المركز صعوبة في علاج 30% آخرين، الذين يعانون من حالات انتكاس مستمرة تتطلب علاجًا متكررًا ودعمًا مستمرًا.
وأضافت الدكتورة صالحة أن 40% من الحالات لا تزال في مرحلة حرجة، وهي الفئة التي تحتاج إلى تدخلات طبية مكثفة وطويلة الأمد لضمان تعافيهم. وهذا يشمل علاجًا مستمرًا بالإضافة إلى دعم نفسي واجتماعي لتسهيل عملية الاندماج في المجتمع بعد العلاج.
وبينت الطبيبة أن العلاج في المركز يعتمد على عدة مراحل تبدأ بإزالة السموم الجسدية في الشهر الأول، وهي مرحلة شديدة الصعوبة على المرضى بسبب أعراض الانسحاب الحادة. بعد ذلك، يتم التركيز على الاستقرار النفسي، وهو أمر بالغ الأهمية للوقاية من الانتكاسات. كما يتم العمل على تحسين الوضع الاجتماعي والمهني للمرضى لضمان إعادة تأهيلهم بشكل كامل.
وأكدت الدكتورة حي صالحة على أهمية الدعم الأسري في نجاح العلاج، حيث تلعب الأسرة دورًا كبيرًا في توفير بيئة صحية وآمنة للمريض بعد العلاج. من هذا المنطلق، يسعى المركز إلى توعية الأسر بضرورة الدعم المستمر لمساعدة المرضى على استعادة حياتهم الطبيعية.
وفيما يتعلق بتحسين خدمات المركز، أشارت الدكتورة صالحة إلى أن المركز يعمل على تدريب الأطباء المتخصصين في علاج الإدمان بشكل دوري، بالإضافة إلى تحديث البرامج العلاجية وفقًا لأحدث الأساليب الطبية. وأضافت أن المركز يولي اهتمامًا خاصًا لتطوير العلاجات النفسية والاجتماعية، لتكون أكثر شمولية وفاعلية.
هذا وشددت الدكتورة صالحة على أهمية تكاتف جميع الجهات المعنية في مكافحة الإدمان، بما في ذلك الدولة والمجتمع المدني. وأكدت على ضرورة تعزيز برامج الوقاية والوعي المجتمعي بمخاطر المخدرات، لافتة إلى أن هذه الجهود المشتركة هي السبيل الوحيد للحد من هذه الظاهرة التي تهدد مستقبل العديد من الشباب.