وهران

الدكتور بلحاج من جامعة وهران 1:” الحفاظ على الذاكرة تعد معركة مستمرة ” 

جميلة.م
تحدث الدكتور” بلحاج محمد ” من جامعة وهران 1، في تصريح خاص ل “كاب ديزاد”، بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد الذي يصادف 18 فبراير من كل سنة، عن أهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية ودورها الحيوي في تعريف الأجيال القادمة بتاريخ الجزائر المجيد.
وأشار أن قضية الحفاظ على الذاكرة تعد معركة مستمرة، مثل باقي المعارك الوطنية، حيث يستمر الجهد في نفض الغبار عن بطولات الأجداد وصناع التاريخ الجزائري عبر العصور.
وأكد الأستاذ بلحاج أن الذاكرة التاريخية ليست مجرد مسؤولية المؤرخين أو الجامعات فقط، بل هي مسؤولية جماعية تشمل جميع القطاعات.
فقد كان هناك جهد كبير من قبل العلماء والمشايخ خلال فترة الاستعمار، مثل الشيخ مبارك الميلي ومحمد علي الدبوس وعبد الرحمن الجيلالي وأبو القاسم سعد الله، الذين قاموا بتوثيق تاريخ الجزائر ودحض ما كانت تروج له المدرسة الفرنسية. وأضاف أن هذا الجهد التاريخي لا يزال مستمراً حتى اليوم، حيث قامت الدولة الجزائرية منذ الاستقلال بتطوير مناهج تعليمية تهتم بتاريخ الجزائر، بدءًا من التعليم الابتدائي وصولاً إلى التعليم العالي، وتأسيس أقسام متخصصة في التاريخ في الجامعات الجزائرية.
وتابع بلحاج مشيداً بالخطاب الأخير لرئيس الجمهورية الذي خصص حيزاً كبيراً للذاكرة الوطنية، حيث اعتبر أن الرئيس قد قدّم محاكمة موضوعية للوجود الاستعماري في الجزائر، وأثبت من خلال حجج دامغة أن الاستعمار كان مجرماً في حق الشعب الجزائري، ليس فقط من خلال التعذيب، ولكن أيضاً من خلال تجهيل الشعب ومحاولات طمس هويته.
وأشار بلحاج إلى أن هذا الاهتمام بالذاكرة التاريخية لا يقتصر على الجانب الأكاديمي فقط، بل يشمل أيضاً جهود الدولة في تنظيم فعاليات مثل يوم الذاكرة الوطني، وإحياء يوم الكشاف، واسترجاع جماجم الشهداء، وكذلك دعم السينما كمصدر من مصادر حفظ الذاكرة.
وأضاف أن الإعلام، التكوين المهني، التربية الوطنية، والشباب، جميعها قطاعات تشترك في هذه المعركة الوطنية للحفاظ على الذاكرة.
وفي الختام، شدد بلحاج على أن الذاكرة تبقى معركة مستمرة، ويجب على الجزائريين أن يفتخروا بماضيهم وبأمجاده، وأن يعملوا جميعًا على نقل هذا التراث للأجيال القادمة ليظل حياً في نفوسهم.
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق