وهران
مديرة مدرسة الأطفال المعاقين بصريًا بحي العقيد عباس: “رحلة تفوق وتحديات ونجاح 100% في التعليم”

حاورتها: جميلة.م
تواصل مدرسة الأطفال المعاقين بصريًا بحي العقيد عباس – عين الترك بوهران، تحقيق نجاحات متميزة منذ تأسيسها في عام 1976، لفائدة هذه الفئة، وتضع على عاتقها مسؤولية توفير بيئة تعليمية متكاملة تشمل الرعاية النفسية والصحية، إضافة إلى البرامج التعليمية المخصصة لتطوير مهارات الأطفال ذوي الإعاقة البصرية. في هذا الإطار، حاورت “كاب ديزاد” مديرة المدرسة، السيدة “وعاد نعيمة”، لتسليط الضوء على المهام التي تقوم بها المدرسة، التحديات التي تواجهها، ودورها في تغيير نظرة المجتمع تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.
كاب ديزاد: ما الذي يميز مهام مدرسة الأطفال المعاقين بصريًا في حي العقيد عباس؟
مديرة المدرسة: تأسست المدرسة عام 1976، وهي من أولى المدارس التي تخصصت في تقديم التعليم للأطفال ذوي الإعاقة البصرية في المنطقة. تحت إشراف وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، نحن نقدم التعليم للطلاب في الطورين الابتدائي والمتوسط، مع التركيز على توفير بيئة تعليمية مهنية وفريدة تلبي احتياجاتهم. بالإضافة إلى ذلك، نوفر لهم الإقامة الداخلية، الأنشطة غير الصفية، التغذية السليمة، والرعاية الصحية الجسدية والنفسية، لضمان راحتهم وتنميتهم الشاملة.
كاب ديزاد: كيف يتم تنظيم العملية التعليمية داخل المدرسة؟
مديرة المدرسة: نحن نعتمد على النظام الداخلي والنصف داخلي لضمان توفير بيئة مناسبة للأطفال من حيث الراحة والرعاية. أما بالنسبة للعملية التعليمية، فنحن نطبق البرنامج التربوي المعتمد من وزارة التربية الوطنية، ولكن مع تعديلاته الخاصة وفقًا لاحتياجات الطلاب ذوي الإعاقة البصرية. نستخدم أدوات تعليمية مثل الخط البارز “برايل”، وأدوات ديداكتيكية متخصصة، بالإضافة إلى برامج تعليمية مثل “تعلم الحركية الآمنة” (Locomotion) لتطوير استقلالية الطالب في الحركة.
كاب ديزاد: كيف تتفاعل الفئة مع البرامج التعليمية المقدمة لهم؟
مديرة المدرسة: بشكل عام، يتفاعل الطلاب بشكل إيجابي للغاية. كل طالب يظهر تقدمًا ملحوظًا في اكتساب مهارات جديدة حسب قدراته الخاصة. لدينا تلاميذ أصبحوا أكثر استقلالية، وتحسنت نتائجهم الدراسية بشكل مستمر، ما يعكس فعالية البرامج التعليمية الموجهة لهم.
كاب ديزاد: ما هي أبرز التحديات التي تواجهها المدرسة في تقديم خدماتها التعليمية؟
مديرة المدرسة: من أبرز التحديات التي نواجهها هو نقص الوسائل التعليمية المتخصصة، وتواجه المدرسة بعض الصعوبات في توفير الوسائل التعليمية الديداكتيكية، المادية، والبشرية التي تضمن استمرارية التعليم لهذه الفئة دون تقصير. ومع ذلك، تتلقى المدرسة دعمًا من بعض الشركاء الاجتماعيين، لا سيما المهتمين بهذه الفئة.
كاب ديزاد: كيف تساهم الأسرة في العملية التعليمية لأبنائها ذوي الإعاقة البصرية؟
مديرة المدرسة: أولياء الأمور يلعبون دورًا محوريًا في نجاح العملية التعليمية. نحن نشجعهم على التفاعل المستمر معنا، ومتابعة تطور أبنائهم بشكل دوري. كما نحرص على إشراكهم في الأنشطة المدرسية ونؤكد على أهمية تواصلهم المستمر مع المعلمين لضمان تنمية استقلالية أبنائهم وتقدمهم التعليمي.
كاب ديزاد: هل هناك أي نجاحات ملموسة يمكن أن تذكرونها فيما يخص نتائج الطلاب؟
مديرة المدرسة: بالطبع. يمكنني أن أذكر بكل فخر أن نسبة النجاح في الامتحانات الرسمية مثل شهادة التعليم المتوسط تصل إلى 100%. العديد من خريجي المدرسة اليوم أصبحوا نماذج ناجحة في المجتمع، بعضهم يعملون في التدريس في نفس المدرسة كمعلمين، وبعضهم أكمل دراسته في التعليم العالي، وهناك من اختار مسارات مهنية مختلفة مثل إمامة المساجد أو المحاماة. هؤلاء الخريجون يمثلون قصة نجاح حقيقية للمجتمع.
كاب ديزاد: هل توجد برامج تدريبية للمعلمين في المدرسة؟ وكيف يتم تأهيلهم للتعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة البصرية؟
مديرة المدرسة: نعم، المعلمون في مدرستنا يتلقون تدريبًا متخصصًا على تقنيات تعليم الأطفال ذوي الإعاقة البصرية، مثل لغة البرايل، وتقنيات التعامل مع الطلاب في بيئة تعليمية تتماشى مع احتياجاتهم الخاصة. نحن نحرص على أن يكون المعلمون على دراية تامة بكيفية استخدام الوسائل التعليمية المناسبة وتقديم الدعم النفسي والتربوي للطلاب.
كاب ديزاد: مؤخرًا، أُقيمت سهرة رمضانية دينية في مركب الأندلسيات بمناسبة تكريم عدد من التلاميذ المكفوفين. كيف كان أثرها على الطلاب؟
مديرة المدرسة: هذه الفعاليات تعتبر جزءًا من الدعم الاجتماعي والتربوي الذي نقدمه للطلاب. تكريم أكثر من 15 طالبًا من الطلاب المتميزين في المجالات التعليمية والرياضية، خاصة حفظة القرآن الكريم ورياضيو كرة الجرس، يمثل دافعًا قويًا لهم للاستمرار في التفوق. هذه الأنشطة تعزز من ثقة الطلاب بأنفسهم وتظهر لهم أن مجتمعهم يقدر جهودهم. كما أنها تساهم في تغيير الصورة النمطية عن الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.
كاب ديزاد: كيف ترون مستقبل الطلاب في هذه المدرسة؟ وما الذي تتمنون تحقيقه في المستقبل؟
مديرة المدرسة: نحن متفائلون بمستقبل مشرق لأبنائنا. نعمل جاهدين على توفير بيئة تعليمية مثالية لضمان حصولهم على التعليم الذي يؤهلهم لتحقيق حياة مستقلة وناجحة. نطمح إلى تحسين آليات التواصل البيداغوجي وتوفير جميع الوسائل التعليمية التي تدعم تميزهم وإبداعهم. كما نأمل في تغيير النظرة المجتمعية تجاه الأشخاص ذوي الهمم، لأننا نؤمن أنهم يمتلكون إمكانيات هائلة إذا ما توفرت لهم الظروف الملائمة.