وهران

الورشة الثانية : واقع الصحافة السمعية البصرية والصحافة المكتوبة والإلكترونية في ظل التحديات الجديدة للذكاء الإصطناعي وتقنيات الجيل الخامس توصيات هامة لتطوير الإعلام في عصر الرقمنة

جميلة. م

خرجت الورشة الثانية من اللقاء الجهوي الأول للصحفيين والإعلاميين، الذي أشرف على افتتاحه وزير الاتصال محمد مزيان، بجملة من التوصيات الرامية إلى تطوير قطاع الإعلام في ظل تحديات الرقمنة، الذكاء الاصطناعي، وتقنيات الجيل الخامس.

وقد ناقشت الورشة، التي تطرقت بعمق إلى واقع الصحافة السمعية البصرية، المكتوبة والإلكترونية في ظل التحديات الجديدة للذكاء الإصطناعي وتقنيات الجيل الخامس، بحضور ممثلين عن مختلف المؤسسات الإعلامية وخبراء في الاتصال والتكنولوجيا، وتحت تأطير مسؤولين من وزارة الاتصال، على رأسهم خديجة خليفي، مديرة وسائل الإعلام بالوزارة.

تميز اللقاء بأجواء من النقاش العميق حول مستقبل الصحافة، لا سيما في ظل التحديات التي تفرضها البيئة الرقمية والذكاء الاصطناعي، حيث عبّر المشاركون عن وعيهم الكبير بضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية، مؤكدين أهمية التكوين المستمر للصحفيين، خاصة في ما يتعلق بالمهارات الرقمية وتوظيف الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس بشكل مهني وواعٍ.

وأجمع المتدخلون على أن الذكاء الاصطناعي، رغم كونه أداة قوية، يبقى سلاحًا ذا حدّين، ما يستوجب ضبط استخدامه وتأطيره بشكل علمي وأخلاقي داخل المؤسسات الإعلامية.

كما شدد المشاركون على ضرورة تحسين ظروف العمل الصحفي، من حيث الإمكانيات المادية والتجهيزات اللوجستية، مع توفير بيئة مهنية تضمن الأداء الجيد وتكافؤ الفرص. وفي هذا السياق، تم التأكيد على أهمية تفعيل الشراكة بين وزارة الاتصال والمؤسسات الناشئة، باعتبارها خطوة أساسية نحو تطوير الصحافة الرقمية ودعم الابتكار في إنتاج المحتوى.

ودعا المشاركون إلى الإسراع في تنصيب السلطة الوطنية المستقلة لضبط النشاط السمعي البصري، واستكمال الإطار القانوني المنظم للصحافة المكتوبة والرقمية، بما يضمن تنظيم القطاع وتحقيق التوازن بين الحرية والمسؤولية.

كما تناول النقاش قضية أخلاقيات المهنة، وضرورة إعادة الاعتبار لها في ظل التحديات التي تواجه الإعلاميين، خاصة ما يتعلق بالمصداقية وانتشار التضليل الإعلامي.

وطالب الحاضرون بالإفراج العاجل عن صندوق دعم الصحافة، نظرًا لدوره في استقرار المؤسسات الإعلامية وتحفيزها على إنتاج محتوى نوعي. كما شدد المتدخلون على أهمية تطهير الساحة الإعلامية من الدخلاء، من خلال ضبط قائمة الصحفيين المحترفين وفق معايير دقيقة تضمن احترام المهنة وتمنع الفوضى.

وأكد المشاركون على أهمية العلاقة بين الجامعة ومؤسسات الإعلام، واقترحوا تعزيز التعاون الأكاديمي والميداني لتكوين جيل جديد من الصحفيين يجمع بين المعرفة النظرية والكفاءة العملية. كما دعوا إلى ضرورة تشجيع التغطية الإعلامية للمشاريع الاستراتيجية الوطنية، بما يعزز صورة الجزائر ويواكب تطلعاتها التنموية إقليميًا ودوليًا.

ومن أبرز التوصيات، شدد الحاضرون على أهمية تنظيم الصحفيين لأنفسهم عبر هياكل مهنية تمثيلية قادرة على الدفاع عن حقوقهم وتقديم رؤى عملية لتطوير القطاع. كما دعوا إلى إلزام بعض الناشطين الرقميين بالمساهمة في تمويل برامج تكوين الصحفيين، خصوصًا حديثي التخرج، من خلال تخصيص جزء من مداخيل الإشهار لهذا الغرض.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق