وهران
باطيمات الشهيد سي التوفيق بسيدي الهواري… حي نائي معزول ومنسي من الحق في التنمية بموقع استراتيجي في وهران

روبورتاج: ح/نصيرة
لا يوجد بمدينة وهران، أسوأ مما يعيشه مواطني عمارات الشهيد سي التوفيق بحي سيدي الهواري العتيق، المنسيُون من برامج التنمية المحلية، فلا غاز طبيعي تم ربطه مع أنه حي يعود بنائه إلى الفترة الإستعمارية الغاشمة، ولا ملعب جواري أو ساحة للعب الأطفال تُنفّس من كرْب القاطنين بعين المكان، بل أكثر منه أن بين الحفرة والحفرة تجد حفرة في الطرقات التي تتناسى البلدية دائما إعادة الإعتبار إليها إلى درجة أن سائقوا شاحنات القمامة كانوا يتحججون بصعوبة الدخول إلى الحي لهدا السبب، وعلى أنهم لا ينضبطون في جمع “الزبالة” بسبب اهتراء الطرقات.
وتحتل عمارات حي سي التوفيق بوهران، موقعا استراتيجيا بقلب مدينة وهران، وهي معروفة بتسمية “باطيمات بلونتار” التابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري، يعود بنائها إلى 1958، منذ الإستقلال يشغلها 356 ساكن، ويطلق عليها اسم الشهيد سي التوفيق لأنه استشهد في ساحتها.
و إلى يومنا هذا يجد السكان أنفسهم يحملُون ذكريات تاريخية، لهذا يتمسكون في العيش في الحي الشعبي سيدي الهواري، رغم ظروف العيش القاهرة التي يكابدونها منذ عقود من الزمن بسبب عدم استفادة الحي من برامج تنموية وكأنه يقع خارج بلدية وهران.
نداء يرفعه المغلوب على أمرهم إلى والي وهران

والمواطنين القاطنين بباطميات الشهيد سي التوفيق بسيدي الهواري العريق، وسنة 2024 تشارف على الحلول، استشاطوا غضبا من نسيانهم من برامج التنمية المحلية، إلى درجة أنهم في عهدة مسؤولين سابقين في بلدية وهران تفاجأو يوما بأن هناك جريدة نقلت عن مسؤول آنذاك ببلدية وهران يصرح بأن حي الشهيد سي التوفيق بسيدي الهواري العتيق استفاد من ملعب جواري، وبأنه تم إنجازه، ليظهر ويفضح بأنه يفصح عن مشروع وهمي في حيهم المتواضع، وطبيعي أن يصرح بذلك آنذاك لأنه ولا مسؤول تطأ قدماه إلى عمارات حي الشهيد سي التوفيق.
موطنون اشتكوا من استفادتهم من مشروع وهمي في العهدة السابقة

وهنا تحسروا عن إنفاق الخزينة لمبالغ مالية في مشروع لم يتم من خلاله الإجتهاد في الحفاظ عليه، بسبب عدم وضع سياج يحفظ الساحة، مطالبين بإنصافهم بملعب جواري للشباب المنطقة وإنقاذهم من الضياع والإنحراف الذي طغى، مناشدين مسؤولين الولاية بزيارة أفقر حي ببلدية وهران من البرامج، حيث تحول إلى حي نائي بامتياز، وأول من يزوره لن يخفى عنه ذلك، لأنه سيعيش معاناة في المشي على الأقدام وسط الحفر المنتشرة، رغم محاولات ترقيعها من أبناء الحي بالزفت، لكن مع فترة تعود الحفرة لتذكرهم بأنه لن يجدي الترقيع معها.
حي معزول بدون تجديد طرقات وحلمهم ملعب جواري وساحة للأطفال
ومنذ عقود زمنية، في هذا الحي، لم يستفد من إعادة الإعتبار من تجديد الطريق، لأنه في نظر الشاكون يعتبر من الطرقات الثانوية التي لا يمر عليها مسؤولين وأكثرهم منتخبين لا يزورون الحي إلا في مناسبات الإنتخابات ليدفقوا الوعود دون تنفيذ العهود لما يحتلون الكراسي، وهو ما أثار حفيظتهم، وجعلهم يطالبون الوالي بإنصافهم على غرار الأحياء الأخرة بمدينة وهران، وعلى الأقل السماع انشغالاتهم التي تحولت إلى حزمة كبيرة، من ذلك أن الحفر في الطريق وعدم تعبيده تسبب في صعوبة الدخول إلى الحي، إذ أن شاحنات رفع القمامة بدورها أصبحت تصارع الطريق المهترئ وأحيانا تغيب وكانت تترك لزبالة من أسبوع إلى أسبوعين لولا شكاواهم لدى المندوبية البلدية لحي سي التوفيق.
2024 …سنة تطل بدون تحقيق مشروع إيصال الغاز لسكنات أوبيجي

كما عبر الشاكون، عن امتعاضهم من سياسة اللامبالاة، بخصوص عدم ربطهم بغاز المدينة، مع أن مؤسسة الصحة الجوارية لحي بلونتار القريبة من العمارات مربوطة بالغاز، ولست عقود من الزمن وهم ينتظرون مشروع الإيصال بالغاز دون جدوى، ما جعلهم يكابدون المشقة في شراء قارورات الغاز.
كل ما يطالب به المغلوب على أمرهم، هو الإلتفات للظروف القاهرة التي يعيشونها، وزيارة مسؤول لحيهم يسمع انشغالاتهم.