جهوي

  وهران – إستمثار 28 مليار دينار في ظرف 5 سنوات والمشكل لا يزال قائما

فيما أصبحت بعض مراكز الردم التقني مصدرا للتلوث والتسمم البيئي  انتشار القمامات بالطرقات وانبعاث الروئح الكريهة يهلك الحرث والنسل

  فخر الدين

كشف أمس  أستاذ مختص في علم البيئة أن حجم الإستثمار بمراكز الردم التقني للنفايات فاق 28 مليار دينار في ظرف 5 سنوات، ةرغم هذا فإن مشكل معالجة النفايات لا يزال قائما سواء من حيث معالجة المياه المركزة الناتجة عن هذه النفايات او حتى أحواض الردم التقني التي باتت تفوق طاقتها الإستيعابية، مقارنة  بالكميات الضخمة التي يتم تفريغها بها، حيث أوضح أن المدة القانونية لإمتلاء الحوض بالنفايات وردمها محددة ب10 سنوات إلا أنه وفي حقيقة الأمر لم ينقضي   

أكد أمس العديد من المواطنين خاصة القاطنين بالجهة الشرقية، أنه هناك بعض مراكز الردم التقني للنفايات تعتبر أكبر تجربة فاشلة بوهران، وذلك نتيجة لتموقعها بالقرب من النسيج السكاني،  ونشاطها الغير مطابق للمعايير المعمول بها في مجال حماية البيئة، وهذا بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من هذه المراكز والتي تمتد على مسافة ما يزيد عن 10 كيلومترات، وكذا قمم الجبلية للقمامات التي يتم رصدها على مسافة كيلومترات، ناهيك عن إندلاع الحرائق  بهذه المراكز حيث سجلت مصالح الحماية المدنية العديد من التدخلات لإطفاءها، وهو ما حدث مؤخرا على مستوى إحدى  مراكز الردم التقني،  وما زاد من تعفن الوضع هو الإنتشار الكبير للقمامات على مستوى الطرقات المؤدية لمراكز الردم التقني أمام تعمد بعض سائقي شاحنات النظافة على تفريغ القمامات بالمساحات الفلاحية، إذ أن تواجد مراكز الردم بمحاذاة مساحات زراعية ومستثمرات فلاحية إنجر عنه تسمم كبير للمحاصيل خاصة أشجار الزيتون التي تعرضت كلية للإتلاف، بفعل الروائح الكريهة المنبعثة، كما تحولت العديد من المساحات الغابية إلى أماكن ومفرغات عمومية جراء إقدام بعض  المواطنين وحتى المقاولين على رمي بقايا أشغال البناء، ناهيك عن تفريغ الشاحنات للقمامات المنزلية بهذه المساحات الغابية وذلك من أجل التهرب من دفع مستحقات رمي هذه البقايا والنفايات بالمراكز الردم التقني، كما تحولت بعض المساحات بالطريق الرابط بين سيدي معروف وحاسي بونيف وكناستال إلى أماكن لفرز النفايات البلاسكتية حيث أصبحت العديد من المستثمرات الفلاحية عبارة عن حظائر لتفريغ هذه النفايات والبقايا أشغال البناء. وفي هذا الصدد صرحت مصادر مسؤولة بمديرية البيئة عملية مراقبة هذه الشاحنات التي تعمل على القيام بهذه المخالفات من مهام مصالح الأمن وشرطة العمران خاصة وأنه وضع على كل الطرقات الغابية لا فتات تؤكد وضع كل شاحنة بالمحشر لمدة 6 أشهر في حالة ضبط صاحبها متلبس بعملية تفريغ النفايات في الأماكن العمومية والمساحات الغابية.

هذا وتزامنا مع زيارة وزيرة البيئة والأشغال العمومية المبرمجة لوهران فقد قامت مصالح البلديات بحملات تنظيف واسعة على مستوى الطرقات الكبرى المؤدية لمراكز الردم والإستنجاد بشاحنات لنقل النفايات الهامدة الناتجة عن بقايا أشغال البناء والأتربة وتفريغها بنقاط إنتشار القمامات وردمها.

 وللإشارة فقد كشفت مديرة البيئة لوهران عن تسجيل ارتفاع في معالجة النفايات الاستشفائية خاصة خلال فترة جائحة الكورونا وذلك بزيادة أكثر من 1 طن يوميا، والتي يتم معالجتها على مستوى  مراكز الردم التقني لوهران، وأوضحت ذات المسؤولة أنه تم إلزام المتعاملين بضرورة  إجراء  فرز دقيق للنفايات الاستشفائية، خاصة تلك المتعلقة بالنفايات التي يتم يجمعها من أجنحة مرضى الكورونا حيث تم على الفور، احراقها كلية تفاديا لأي أشكال صحي.

ونظرا لحساسية نشاط عمال مراكز الردم التقني فقد تم تزويد العمال بجميع وسائل الوقاية وتطهير وتعقيم هذه المراكز بصفة دائمة وذلك كإجراء وقائي احترازي من فيروس كوفيد، وفي سياق نشاط مراكز الردم التقني  فقد عرفت عملية معالجة النفايات المنزلية الاستشفائية  ارتفاعا محسوسا خلال فترة الحجر الصحي  حيث كان يسجل يوميا معالجة نحو 1600 طن من النفايات المنزلية، والتي تم جمعها عبر 26 بلدية نحو مراكز الردم من  بينها مركز الردم الكائن ببلدية حاسي بونيف أين يسجل استقبال أزيد من 55 شاحنة القمامات. 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق