وهران
كلية العلوم الاجتماعية بجامعة وهران2: التأكيد على ضرورة أخلقة وسائل الإعلام وأنسنة الخطاب الديني لمحاربة الكراهية

جميلة.م
أجمع دكاترة ومختصون من التظاهرة العلمية التي احتضنتها جامعة وهران 2 صباح اليوم بكلية العلوم الاجتماعية، والمتمثلة في قراءة في كتاب” مواطنة التعايش ومجابهة خطاب الكراهية”، الصادر عن دار ابن النديم (الجزائر) بالاشتراك مع الدار اللبنانية (الروافد الثقافية)، على ضرورة أخلقة وسائل الإعلام وأنسنة الخطاب الديني، للعيش معا بسلام و محاربة عاطفة الكراهية.
أين أكد الدكتور عبد القادر بوعرفة رئيس وحدة علوم الإنسان للدراسات الفلسفية، الاجتماعية والإنسانية، ان حرية التعبير المفتوح، وتشجيع شبكات التواصل الاجتماعي أجج الوضع، وزرع الفتن، فانتشار الإعلام المفتوح الذي لا يحكمه قانون، ولا تردعه سلطة، ولا يضبطه ضابط اجتماعي، ولا وازع أخلاقي، أفرز وضعا إنسانيا مأزوما. ومكن للساسة والقادة من توجيه الصراع داخل البلد أو خارجه نحو تحقيق المكاسب، وتشكيل أشكال متنوعة للهيمنة والسيادة.
و أضاف في ذات السياق، أن غياب الحريات الشخصية والجماعية في بعض البلدان يولد سلوكا عدونيا لدى الأقليات المقهورة، فينشأ الكره والحقد، ويُصبح التاريخ، والثقافة والعرق، والدين، والجغرافيا أكثر المناهل التي يستقي منها أنصار الكراهية مما يغذي خطبهم اللا إنسانية، ويشحن أفعالهم اللا أخلاقية.
و اوضح الدكتور بوعرفة، في المداخلة التي القاها خلال الفعالية أن الدين الإسلامي في سياقاته التاريخية الكبرى يعتبر دعوة عالمية، وإعلامية شاملة إلى ضرورة التعايش والأخوة وذم البغضاء والكراهية.
من جهته، صاحب الكتاب الدكتور بوزيد بومدين، أكد ان الإعلام هو أكثر واجهة مشبعة بخطاب الكراهية، و وصف الكراهية بالدم المتخثر، و عاطفة مبطنة تظهر في الازمات السياسية و الاقتصادية، و تنتهي في معظم الأحيان بالعنف، و ابرز في ذات السياق أن المعالجة الدينية الروحية من خلال الخطابات التي تنبذ الكراهية، إلى جانب محاربة التمييز و الشقاق بمختلف أنواعه سواء كان عرقي او جهوي او غير ذلك، للتفادي الاقتحان ،
الكتاب يعالج موضوع الكراهية من خلال محاولة قراءة خِطاب الكراهيّة مقدماً نقيضه الجوهري الطبيعي “العيْش معاً”، و ابراز العلاقة مع الإعلام الجديد والانفجار التكنولوجي في أجهزة التّواصل الاجتماعي دون سُلطة ضَبط والتزام أخلاقي وقوانين تنظِّم ذلك.
و حسب صاحب الكتاب، هذا الأخير مقسّم إلى ثلاثة أبواب، لكلّ باب ثلاثة فصُول، الباب الأول: الإعلام والتّواصُل الحضاري، وناقش فيه المضامين الحضارية لوسائل الإعلام والخطاب الدّيني الإسلامي، وزواج بين دراسة المفاهيم وتتبع سياقاتها التّاريخية وتطوره.