وهران

أساتذة جامعيون من وهران: وسائل الإعلام جزء بارز من السيادة الوطنية ومنارة للدفاع عن الوطن

ح/نصيرة

سلط الأساتذة المشاركون في فعاليات الندوة التاريخية حول “الإعلام ودوره أثناء الثورة التحريرية”، المنظمة اليوم السبت بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة بمنظمة المجاهدين في وهران، الضوء على الدور الكبير الذي تلعبه الصحافة في التأثير على المجتمع ، وعلى أهمية امتلاك وسائل إعلام على اعتبار أن هذا يمثل جزءً بارزا من السيادة الوطنية، مستذكرين صحافة جيل الثورة وما قبل اندلاعها، حيث شكلوا منارة بكتاباتهم وصوت مذوّي قاد إلى تحرر الجزائريين من الإستعمار المستدمر، هو جيل لم يتكوّن في الجامعات ولكن استلهم الكثير من تكوينه في مدرسة الثورة.

الأستاذ عباسة: “نستخلص مقولات شهيرة صحيفة واحدة خير من ألف بندقية”

ومن هنا لخص الأستاذ الجامعي بقسم علوم الإعلام والإتصال بوهران، والصحفي في وكالة الأنباء الجزائرية، جيلالي عباسة دور الإعلام في مختصرات فقال: “من يمتلك إنتاجا وتوزيعا يمتلك القدرة على السيطرة على شؤون المجتمع، فعلوم الاجتماع تناولت في مواضيع تتمثل في أن الصحافة أكثر تأثيرا على الناس، وأنه يمكن التلاعب على عقولهم بواسطتها… وكذا نابيلون الثالث له مقولة شهيرة،هي أن صحيفة واحدة خير من ألف بندقية”.

“أما الرئيس الأمريكي يقول: لو طلب مني أن أشكّل حكومة بدون صحافة أو أعتمد صحافة بدون حكومة لاعتمدت الإختيار الثاني”

هذا المنطلق تطرق إليه الأستاذ عباسة الجيلالي، لدى إبرازه لدور الصحافة في التأثير على المجتمع، وفي حقائق أثارها في الندوة استطرد أنه : “حاليا هناك ثلاث وكالات الأنباء عالمية من الفرنسية و الأمريكية تنتج 90 بالمائة من الإنتاج الإعلامي، وتوزعه على 97.08 بالمائة من العالم، ما يعني أن كل العالم يستهلك الإعلام الأمريكي، وهذا في حد ذاته يسمى “عولمة الإعلام””.

واعتبر الأستاذ عباسة أن هذا الإعلام له تأثير و يتلاعب بعقول الأفراد،  الأخطر فيه أن الصحافة العالمية تنظر إلى الفلسطيني إرهابي، قبل أن يؤكد بأن امتلاك وسائل الإعلام هو جزء من السيادة الوطنية.

وعاد المحاضر إلى الصحافة الوطنية، التي يعود تأريخها إلى القرن الماضي لما زار الإصلاحي محمد عبده الجزائر، فطلب من الجزائريين أنهم يعتمدون عل نشر الوعي قبل أي عمل تحرري، ورغم أن القانون الفرنسي من 1881 كان يعتبر اللغة العربية أجنبية رغم هذا بدأ التحرير  باللغة العربية.

وبدوره استذكر الصحفي البارز جيلالي عباسة، تاريخ الثائر المجاهد واسطي عبد المالك بقله: عندما نتكلم عن شخصيته تذود بالوطنية حتى النخاع… كان موسوعاتي راسخ المبادئ ولم تزعزعه المصالح الآنية هو الثائر والمتميز بالاحترافية ولو أنه لم يتكون في مدارس الإعلام إلا أنه صنع الرأي ورائد القلم…رأيته يحترم الآخر كل شخص مجنونا أو مثقفا أوفقيرا كان متحكم في الفرنسية لكن يحب اللغة العربية فناضل بسلاحه الإعلامي بعد أن كان مجاهدا إبان الثورة التحريرية”.

الأستاذ بلحاج: هدهنا إنتاج منظومة جزائرية تفتح فضاء للإعلاميين ليتخندقوا في الدفاع عن الوطن

من جهته، ركز الأستاذ محمد بلحاج، على إطلالة منظمة المجاهدين لولاية وهران اليوم، بمواكبة الحدث بطريقتها، من خلال التطرق إلى كفاح الجزائريين ضد الاستعمار بالإذاعة والصحافة ككل”.

مشيرا إلى الحضور المميز للأستاذ لحمر قادة بموضوع دراساته العليا التي كانت حول الإعلام الثوري أثناء الثورة التحريرية .

ومن أهداف الندوة يذكر عضو منظمة المجاهدين بلحاج، إنتاج منظومة جزائرية اليوم تفتح فضاء أوسع للإعلاميين ليتخندقوا للدفاع عن الوطن، وليصدوا إلى الحرب الإعلامية الشرسة ضد وطننا الجزائر، حيث أشاد بأداء الإعلام الجزائري الذي يضم المخلصين الوطنيين، منهم بالأمس من ضحوا بأنفسهم في فترة العشرية السوداء وآخرون يصنعون اليوم الملحمة الجزائرية .

مشيرا إلى أهم العناوين الصادرة إبان الثورة وقبلها الحركة الوطنية “المنار”،” المغرب العربي”، “الجزائر الحرة”، “جان أليجيري” “جريدة المقاومة و”الأمة” و “الإذاعة السرية “التي قامت بدورها كما يجب.

واستدل في شرحه دور الإعلام بما قاله الرئيس الراحل هواري بومدين: ” لو أن النصر يحسب لفلان أو لفلان… 50 بالمائة يحسب لجيش التحرير و50 بالمائة لعيسى مسعودي الذي تخرج من مدرسة الفلاح بوهران”.

إعلاميو دون دراسة في الجامعات بمستوى عالي تكونوا في مدرسة الثورة

وجاء في مداخلة عميد كلية العلوم الإنسانية لجامعة سيدي بلعباس، لحمر قادة، أن الإعلام كان له عديد التحديات داخليا وخارجيا مشيرا إلى المستوى العالي والراقي الذي كان يكتبه الإعلاميون مع أنهم لم يدرسوا في الجامعات ولكنهم تكوّنوا في مدرسة الثورة مستلهمين أدائهم من ميثاقها، مبرزا ما لعبته الإذاعة السرية من دور منذ بثها في 16 ديسمبر 1956، قبل أن تتوقف في ظرف 6 أشهر لتعود بعدها من جديد.

والصحافة في الجزائر عرفت قبل اندلاع الثورة التحريرية وقت الحركة الوطنية وكان الاستعمار الفرنسي لما غزى الجزائر قد أحضر في سفينة مطبعة لنشر مقالات يدعي فيها أن الحرب مقدسة في محاولته إقناع الجنود الفرنسيين بذلك، وكان آنذاك بفضل نخبة الإعلام أن اكتسبوا تكوينا فأيقنوا أن سلاحهم الكتابة ونشر المقالات وهكذا كان الوعي لتحرير الوطن.

الندوة التاريخية من تنظيم جمعية أعلام ومعالم المقاومة الجزائرية ومخبر مخطوطات الحضارة الإسلامية في شمال إفريقيا بجامعة وهران.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق