مزاد... كاب ديزاد

البكالوريا… بين البرامج السنوية والدورات الساعاتية

تقترب مواعيد الامتحانات المصيرية لشهادتي المتوسط والبكالوريا، ومع اقترابها يزداد الضغط على الأولياء قبل التلاميذ، فتتحول البيوت إلى حلبات ملاكمة بالصراخ والعويل من الاولياء اتجاه أبنائهم، أو يسود صمت رهيب لتوفير الظروف الملائمة للمراجعة، بعدما طلقوا مقاعد التدريس قبل نهاية الموسم الدراسي.
لكن انتشار ظاهرة غريبة للمراجعة هذا الموسم، دفعت بالتلاميذ إلى الضغط على أوليائهم لتوفير المبلغ المطلوب لدفعه، حتى يحصلوا معلومات في ظرف ساعات معدودات، رغم أنهم لم يستوعبوها طيلة موسم دراسي كامل.
فقد أبدع بعض الأساتذة في الترويج لطريقة مراجعة تسمى “دورة بكالوريا في مادة…..”، لا تتعدى 4 أو 6 ساعات للمادة الواحدة، يتم خلالها مراجعة أكثر من 30 درس عبر العام الدراسي، تكلف صاحبها دفع بين 500 دج في المناطق شبه الحضرية و1000 و1500 دج للساعة الواحدة، أي حسب الامكانيات المادية للأ
عائلات تبعا الموقع الجغرافي، ورغم هذا فالإقبال عليها مكثف وقاعات المراجعة مزدحمة تكاد تنفجر، في حين أن تلقي الدرس بالقسم بالمؤسية الدراسية خلال الموسم الدراسي هو مجاني، والأستاذ يقضي أكثر وقت للشرح والرد على أسئلة التلاميذ، لكن نتائج الامتحانات تكون متوسطة أو ضعيفة لا تعكس مجهود الأستاذ ولا قدرة التلاميذ على الاستيعاب.
الظاهرة تنذر بخطر حقيقي يواجه قطاع التربية، وتسونامي دروس الدعم ودورات المراجعة التي لا تختلف عن شعارات دورات “أخرج الأسد الذي بداخلك”، “كيف تصبح صحفيا في 3 أيام “، “أسرار نجاح زواجك في أسبوع”… قد تجرف التعليم الرسمي، وتحوله إلى أسبوع بدل موسم كامل تتخلله عطل.
ألم يحن الوقت لوزارة التربية مراجعة ما يجري لقطاعها؟ متى يتحمل علماء الاجتماع التربوي مسؤوليتهم لينقذوا أبناءنا من جريمة التعليم المزيف التي تفتك بعقولهم وتنهب جيوب عائلاتهم؟
بقلم: وردة. ق
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق