جهوي
عشعاشة تكرم شيخها “سي الحبيب” …وتستذكر تاريخها العربق

تعيش الجزائر حركية نشيطة في مجال استنطاق التاريخ بفروعه الثورية والحضارية، بعد اقتناع المهتمين والمؤرخين والباحثين والمختصين، أن التاريخ لا يمكنه روايته شفهيا فقط وإنما لابد من استنطاق المكان وعناصره، على غرار الملتقى الوطني الأول الذي احتضنته منطقة “عشعاشة” التاريخية بولاية مستغانم.
حيث خلص المشاركون في الملتقى الذي عنون ب”منطقة عشعاشة التاريخ والمجال الثقافي والاجتماعي”، إلى أن الزخم التاريخي والتراث المادي واللامادي الذي تكتنزه “عشعاشة” بموقعها الساحلي الاستراتيجي، وسمح لها لتقوم بأدوار مصيرية على اختلاف المراحل التاريخية والحضارية، يفرض على السلطات إنشاء متحف يضم مختلف الشواهد التي ساهمت في صناعة تاريخ المنطقة، والحفاظ على موروثها الثقافي والتاريخي، إلى جانب فتح المجال أمام الطلبة الجامعيين وتشجيعهم على ولوج البحث التاريخي، والاهتمام منطقة “عشعاشة” حتى تكون دراسات تاريخية أكاديمية، ترتكز على حقائق ملموسة ومعطيات صحيحة. كما ثمن المشاركون الملتقى ودعوا إلى العمل على ترسيمه كنشاط تقليدي، ينظم سنويا، على أن يتم تطوير أفكاره في كل مرة. والدعوة لطباعة أعمال الملتقى وحفظها من طرف مديرية الثقافة. وحسب منسق الملتقى الدكتور “سعيد محمد بعلي”، فإن الملتقى هدفه الاهتمام بتاريخ المنطقة وايتذكار رجالاتها والشخصيات التي تركت بصمتها واضحة، في مختلف المجالات، لاسيما وأنها منطقة ساهمت في الثورة التحريرية، وكان لرجالها الضالعين في الدين، دورا بارزا في صناعة الوعي المجتمعي المحلي، وقيادة الثورة الفكرية ضد المستعمر وهيمنته.
وفي هذا السياق، تم كان الملتقى تكريما لعائلة المرحوم الشيخ العالم الفاضل “ميموني سي احمد” المدعو “سي الحبيب”، الذي توفي في عمر ال72 سنة، بعدما أمضى أكثر من ثلاثة عقود في الإمامة بمسجد “الهداية” العتيق، وتكوين العديد من حفظة القرآن، كما كان له دور كبير في إصلاح ذات البين والوساطة بين الناس في حالة عراك أو خصام، بعيدا عن القضاء أو قطع العلاقات.
يذكر أن الملتقى شهد مشاركة واسعة من مختلف جامعات الوطن على غرار موضوع “الحضور التاريخي الساحلي لعشعاشة في اقتصاديات الفترة الرومانية” للدكتور “مريم طياب” من جامعة مستغانم، “الحياة الدينية وتأثيرها على المجتمع المحلي بمنطقة عشعاشة، من خلال محاضر المجامع الدينية خلال القرن الرابع ميلادي” للدكتور “وابلا محمد” من جامعة “تيارت”، “عشعاشة” من خلال الكتابات الأجنبية الفرنسية خلال القرنين 19 و20 م للدكتورين “مشاوي عبد القادر” من جامعة وهران 1 و”تاسكورث يمينة” من جامعة تيبازة، “بين مرسى مغيلة وعشعاشة” فرضيات الجغرافيا وتاريخ المكان” للدكتور “معروف حفصة” من جامعة الشلف، وغيرها من المداخلات التي أماطت اللثام على الكثير من النقاط التي كانت مهمشة أو مجهولة لدى الكثير.
وردة. ق