مزاد... كاب ديزاد

أينما حلت الجزائر، ارتفع صوت المستضعفين

بقلم وردة. ق
الجزائر ماضية في الالتزام بمبادئها، راعية لحاجة أشقائها، واعية بدورها في نصرة المستضعفين، مستغلة لكل الظروف والمواقع التي تشغلها.
وتواصل دعمها ودفع الدول الأعضاء معها في حركة عدم الانحياز، لاتخاذ موقف رسمي بشأن القضية الفلسطينية في القمة القادمة، داعية أياهم إلى ممارسة أكثر ضغط سياسي للوقف الفوري للعدوان الصهيوني على غزة، لما لأعضاء الحركة من وزن أخلاقي ومعنوي. لكن الجزائر لم تتخل عن دورها في دعم الحركة، بل أكدت أنها ستكون داعمة وخادمة لأهدافها مادامت تشغل منصب عضو غير دائم بمجلس الأمن، وهو المنصب الذي يسمح لها بالتحرك بطلاقة والتواصل مع المؤسسات والهيئات الدولية، لدعم القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي أصبحت محور اهتمام البشرية، لما تشهده من غطرسة وتوحش وجرائم الإبادة الجماعية ضد شعبها من طرف الكيان الصهيوني. وهي الحقائق التي جعلت الجزائر تمتنع عن التصويت لضرب اليمن بمجلس الأمن، ودعت الدول المشاركة إلى تحكيم الضمير الإنساني والأخلاق، لأن ما تقوم به اليمن هو دفاع ومساندة للشعب الفلسطيني الأعزل، الذي يسحق منذ السابع أكتوبر إلى اليوم أمام العالم، والغرب يدعم ويساند الكيان في دوس على كل الأعراف البشرية السوية.
الجزائر طالبت بإعادة بعث الروح في جسد حركة عدم الانحياز، لأنها حركة عادلة وتنتصر للضعفاء، وهي الهيئة التي يمكنها الضغط لإعادة تصور الغرب ورؤيته للدول النامية، والوقت الحالي يشهد تغيرات جيوسياسية متسارعة، وهو ما يفرض على الحركة التواجد الفعلي والنشط، للتمكن من فرض التعادل على الساحة السياسية، بنصرة المستضعفين ودعم الشعوب المضطهدة والمستعمرة، على غرار القضية الصحراوية، التي لم تحد حركة عدم الانحياز عن الوقوف إلى جانب الشعب الصحراوي، الذي يمنحه قانون تقرير المصير في حرية اختيار مصيره.
تحولت الجزائر إلى مثال يحتدى به في السياسة الخارجية، لما لها من باع في تسيير الكثير من الملفات، وحل الكثير من المسائل الإقليمية والدولية، ويشهد لها الصغير قبل الكبير في دعمها للشعوب المستضعفة، ومساندة أصحاب القضايا العادلة، وهو ما أعطاها قوة للتحدث بصوت مرتفع، دون خوف أو خجل، فلم يبهرها الغرب لتطبع، ولم يرهبها الكيان لترتعد، فقد رفضت التطبيع سرا وجهرا، وطردت الكيان من الاتحاد الافريقي بلا رجعة، وتهاجمه اليوم علنا وتتهمه بممارسة القتل والتقتيل الهمجي، وتساند كتائب عزالدين القسام وحركتهم “حماس” وتصنفها “مقاومة” رافضة أن تتهم بالإرهاب، لأنها تدافع عن شرف الفلسطينيين وكرامتهم وتستميت في سبيل تحرير بلادها، وهي المسيرة التي سارت عليها الجزائر واتخذتها عقيدة لأكثر من 130 سنة، عبر معارك وحروب، زفت خلالها أكثر من 10 مليون شهيد.
فالنضال ليس غريبا على الجزائر، وكل من يستجير بها، يجدها مستعدة لنصرته، ولمن يشكك في قدراتها وشهامة أسودها… ذاكرة التاريخ مفتوحة وعليه تقليب الصفحات ليجد شهادات أعدائها تفوق شهادات عاشقيها وأصدقائها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق