وهران
رئيس الجمعية الجزائرية للأجيال الوطنية: الاستقلال ليس مجرد تحرير من الاستعمار، بل مسؤولية وطنية كبيرة في بناء الأمة

جميلة. م
أجمع المشاركون في الندوة التي نظمها مخبر الدراسات المغاربية، النخب وبناء الدولة الوطنية، بالتنسيق مع مخبر الاتصال الجماهيري وسيمولوجية الأنظمة البصرية، قسم التاريخ وعلم الآثار، منظمة المجاهدين بوهران، مديرية المجاهدين، ومتحف المجاهد، على أهمية إحياء هذه المناسبة الوطنية التي تمثل علامة فارقة في تاريخ الجزائر.
وفي هذه الذكرى المجيدة، دعا فيصل حمزة رقيق، رئيس الجمعية الجزائرية للأجيال الوطنية، بكل أطيافه، إلى التمسك بالوحدة الوطنية، خاصة في ظل الظروف الإقليمية والدولية المتقلبة. وقال: “إن الجزائر، التي حررها المجاهدون بدمائهم، يجب أن تبقى واحدة، قوية، ومتماسكة. ونحن، أبناء هذا الوطن، على اختلاف أجيالنا، علينا أن نكون دائمًا على استعداد لتحمل مسؤولية حماية وطننا والحفاظ على مكتسباته.”
وأشار رئيس الجمعية إلى أن الاستقلال الذي تحقق في 5 يوليو 1962 لم يكن نهاية المطاف، بل بداية مرحلة جديدة من العمل والبناء. وأوضح أن الجزائر اليوم بحاجة إلى تكاتف جميع أبنائها من أجل النهوض بها اقتصاديًا واجتماعيًا وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وأضاف قائلاً: “الاستقلال لم يكن مجرد تحرير من الاستعمار، بل هو مسؤولية وطنية كبيرة في بناء الأمة وتحقيق تطلعات الشعب في الرخاء والتقدم.”
كما أكد أن الاستقلال الحقيقي يتطلب استثمار جهود الشباب في مختلف مجالات الحياة، مشيرًا إلى أهمية العلم، والعمل، والإخلاص في خدمة الجزائر. ودعا إلى تعزيز القيم الوطنية وتعليم الأجيال الجديدة معنى الاستقلال وضرورة الحفاظ على سيادة الوطن، قائلاً:
“نحن اليوم نعيش في عالم مليء بالتحديات، ومن واجبنا أن نكون سداً منيعاً أمام أي تهديد قد يتعرض له وطننا، وأن نعمل من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في الجزائر.”
وخلال الندوة، استعرض العديد من الأساتذة والباحثين الأكاديميين المتخصصين في التاريخ الحديث والمعاصر مجموعة من المداخلات التي تناولت جوانب هامة من المفاوضات التاريخية. ومن بين المواضيع التي تم التطرق إليها، قضية الصحراء الجزائرية التي أثرت في تطور العلاقات الجزائرية الفرنسية، إضافةً إلى مناقشة مضمون اتفاقية إيفيان 1962 والظروف الداخلية والخارجية التي دفعت فرنسا إلى قبول المفاوضات.
وفي ختام الندوة، أكد المشاركون أهمية استلهام العبر من تضحيات شهداء الثورة الجزائرية، وشددوا على ضرورة استدامة الدراسات والبحوث التاريخية لفهم هذه الحقبة المضيئة من تاريخ الجزائر.