وهران
متحف المجاهد بوهران يشهد إقبالًا متزايدًا من الزوار بمختلف أعمارهم: أكثر من 800 زائر منذ بداية السنة

جميلة. م
يشهد متحف المجاهد بولاية وهران حركية دؤوبة وإقبالًا متزايدًا من الزوار من مختلف الفئات العمرية، في مؤشر يعكس تنامي الاهتمام بالذاكرة التاريخية والثقافية المرتبطة بالثورة الجزائرية.
وفي تصريح خصّ به موقع “كاب ديزاد”، أكد مدير المتحف، السيد صديقي مختار، أن هذا الصرح التاريخي يستقطب اهتمامًا متزايدًا من المواطنين، الطلبة، وحتى السياح، بفضل ما يحتويه من معروضات ووثائق تخلّد كفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار.
وكشف ذات المسؤول أن المتحف استقبل خلال شهر أفريل المنصرم ما يزيد عن 255 زائرًا، ليرتفع العدد الإجمالي للزوار منذ بداية السنة (من جانفي إلى ماي) إلى أكثر من 853 زائرًا. ويعزز هذا الرقم المتصاعد من مكانة المتحف كمركز تعليمي وتثقيفي، وليس مجرد فضاء سياحي.
ويستفيد الزوار من جولات موجهة عبر مختلف أقسام المتحف، التي تعرض وثائق نادرة، صورًا أرشيفية، أسلحة تاريخية، ومجسمات توثّق أهم محطات الثورة الجزائرية. كما تنظم إدارة المتحف ورشات لفائدة التلاميذ والطلبة، بهدف ترسيخ القيم الوطنية وتعزيز الوعي التاريخي، إضافة إلى زيارات خاصة للوفود الأجنبية، بما يساهم في تقديم صورة مشرّفة عن نضال الشعب الجزائري.
شراكات استراتيجية لتوسيع النشاط وترسيخ الوعي التاريخي
وتسعى إدارة المتحف إلى تعزيز دوره كمؤسسة حاملة للذاكرة الوطنية من خلال توسيع نطاق أنشطته التوعوية والتثقيفية، ونسج شراكات جديدة، لا سيما مع المؤسسات التربوية والثقافية.
وفي هذا السياق، أكد مدير المتحف على أهمية إشراك التلاميذ والطلبة في الفعاليات والأنشطة المتحفية، معتبرًا أن زيارة المتحف يجب أن تُدمج ضمن البرنامج السنوي للمؤسسات التعليمية، لما لها من أثر بالغ في بناء ذاكرة جماعية راسخة.
وقد تم في هذا الإطار توقيع عدة اتفاقيات شراكة، أبرزها مع مديرية التربية لولاية وهران، لتنظيم زيارات ميدانية دورية للتلاميذ، وإقامة معارض متنقلة تقرب المتحف من الجمهور الناشئ وتعزز صلته بإرثه الوطني.
كما تم توقيع اتفاقيات مع المصالح الخارجية لإدارة السجون، لتمكين نزلاء المؤسسات العقابية من الاستفادة من العروض التاريخية في إطار برامج إعادة الإدماج والتهيئة الاجتماعية.
ومن بين أبرز الشراكات العلمية، التعاون مع مختبر تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر بجامعة وهران 1 أحمد بن بلة، من أجل تنظيم ندوات ومعارض مشتركة، تساهم في ربط البحث الأكاديمي بالعمل التوثيقي، وتعزيز البُعد العلمي للمتحف.
متحف نابض بالحياة والمعرفة
يُعد متحف المجاهد أحد أبرز المعالم التاريخية في عاصمة الغرب الجزائري، إذ يوفر تجربة تفاعلية متكاملة مع مراحل ومحطات الثورة التحريرية، من خلال مسارات عرض مدروسة ومعروضات متنوعة.
وأوضح مدير المتحف أن الإدارة تسعى إلى الرفع من جودة الخدمات المقدمة، عبر تحديث الفضاءات وتجديد طرق العرض بما يتماشى مع تطلعات الزوار من مختلف الأعمار والخلفيات.
وفي ظل هذه الديناميكية المتنامية، تؤكد إدارة المتحف التزامها بمواصلة الانفتاح على الشركاء والفاعلين الثقافيين، والعمل على توسيع قاعدة الجمهور، من خلال برامج نوعية وشاملة تستهدف شرائح واسعة من المجتمع.