الفريق الصحراوي… بذرة في مسار النضال

صنع الفريق الرياضي الصحراوي لكرة القدم الحدث بمخيمات اللاجئين بتندوف وأرض الشتات، واحتشد الصحراويون بمدرجات ملعب “نيلسون مانديلا” بالجزائر العاصمة، يتابعون لاعبيه وهو يؤدي أول مباراة رسمية بعد تأسيسه منذ أيام بفندق السفير أمام فريق مولودية الجزائر.

لم يهتم ولم يغضب الجمهور الصحراوي من النتيجة التي أحرزها الفريق، بل كانت فرحة المشاركة أكبر وراية بلدهم ترفرف، متفائلين بإضافة قوة نضالية جديدة، ستكتسح كل شبر من هذا العالم، لتوصل رسالتهم المنادية بتحرير أرضهم المغتصبة من طرف شقيق جار مراهق، عديم المسؤولية والضمير. مدلول المباراة اليوم ضد فريق جزائري كان أول فريق يواجه فرنسا المستعمرة بعد فريق جبهة التحرير الوطني الذي أنشئت لبنته الأولى بالشقيقة تونس، أنه سيكون حاضرا في كل التظاهرات التي تنظمها الهيئات الرسمية، وسيجعل الجميع يعترفون ببلده عنوة عنهم، لأنهم سيكونون مجبرون على الاطلاع على تاريخ القضية الصحراوية وتبنيها كقضية عادلة من طرف الهيئات الدولية الرسمية، في مقدمتها الأمم المتحدة.

نتيجة المباراة 6 مقابل 1 لصالح مولودية الجزائر لا يعني هزيمة بقدر ما يعني تأسيس فريق مهمته سياسية وهي الترويج لقضيته، ومعها صناعة المتعة والفرجة لمتابعيه على أرضية الميدان، مثلما فعل فريق مولودية الجزائر الذي تأسس كأول فريق رياضي سياسي، مهمته الترويج للقضية الجزائرية، فالرياضة هي رسالة مباشرة للشعب، وأهدافها تتحقق وتكتسح القواعد التي تتبنى القضايا العادلة، فهم لا يلعبون مقابل أجرة، بل كل الفريق متطوعا، لاعبين ومسيرين ومشرفين، لأن هدف إنشاء الفريق هو حمل الرسالة النضالية لتحقيق الاستقلال وليس اللعب مقابل المال.

فهنيئا للصحراويين بفريق سيكون سفيرا لهم ولقضيتهم العادلة، وسيعطيهم القوة لإيصال رغبتهم في تحقيق الاستقلال، كما يشجع بقية الشباب للالتحاق بمختلف الفرق لاسيما بأوروبا، التي كانت مصدر لاعبي المنتخب الصحراوي الجديد، ومعظمهم ينشطون في الفرق الدرجة الثالثة.