وهران

المركز الوسيط بيغمراسن الإدمان: أكثر من 500 شاب شقوا طريق التعافي من المخدرات في مركز واحد بوهران

م.جميلة

 
كشف بوزبوجة احمد، طبيب مختص في علاج الإدمان بالمركز الوسيط بيغمراسن، التابع للمؤسسة الجوارية حي بوعمامة بوهران ، في تصريح خص به “كاب ديزاد”، أن المركز يشهد إقبالا متزايدا من الشباب على العلاج من الإدمان على المخدرات، حيث يستقبل ما يزيد عن 500 شاب في طريقهم نحو التعافي من هذه الآفة التي تهدد مستقبلهم وصحتهم النفسية والجسدية.
 
 و أشار المتحدث في ذات السياق، أن المركز تأسس سنة 2014 ، ومنذ ذلك الحين وهو يعمل على تقديم خدمات نوعية للشباب الذين يعانون من الإدمان على المخدرات لاسيما و انه يضم فريقا متخصصا يتكون من أطباء ومختصين في الأمراض العقلية والنفسية، حيث يسهر الجميع على تقديم المرافقة والدعم اللازمين من أجل إعادة إدماج الشباب اجتماعيا ومساعدتهم على استعادة حياتهم الطبيعية.
وأشار بوزبوجة إلى أن الإدمان ليس سلوكا منحرفا أو انحلالا أخلاقيا كما يعتقد البعض، بل هو مرض يستوجب المعالجة، تماما مثل باقي الأمراض المزمنة، ويتطلب دعما نفسيا وجسديا ومجتمعيا من جميع الأطراف الفاعلة.
 
برنامج متكامل للعلاج والدعم النفسي والاجتماعي
 
يحرص المركز الوسيط بيغمراسن على توفير بيئة علاجية متكاملة من خلال الجمع بين الجانب الطبي والنفسي والاجتماعي، حيث يشرف على علاج الحالات عدد من المختصين في مختلف المجالات. 
ويعمل المركز على تنظيم دورات تكوينية وأيام تحسيسية بشكل دوري، بهدف نشر الوعي بخطورة الإدمان وطرق الوقاية منه، إضافة إلى تحفيز المدمنين على اتخاذ الخطوة الأولى في طريق العلاج.
واحدة من أنجح المبادرات التي يعتمدها المركز هي إشراك الشباب المتعافين في عملية الدعم والمرافقة، حيث يتم إدماجهم في فرق الدعم النفسي والاجتماعي، ما يعزز ثقة المدمنين الجدد في إمكانية التعافي، ويخلق لديهم دافعا قويا للمضي قدما في مسار العلاج.
وأكد الطبيب المختص أن كل شاب يتم استقباله في المركز يحظى بالعناية اللازمة، حيث يتم توجيهه نحو برنامج خاص يتناسب مع حالته النفسية والجسدية، مع تقديم الدعم النفسي المستمر له ولمحيطه العائلي، حتى لا يشعر بالعزلة أو الفشل.
 
أكثر من 10 شباب مستعدون للتخلص من الادمان يوميا 
 
 
 
يتبنى المركز سياسة الباب المفتوح أمام كل شاب يعاني من الإدمان من المخدرات، حيث يستقبل يوميا أكثر من 10 شباب يرغبون في العلاج، و يرغبون في التخلص من الادمان، ويجدون أمامهم فريقا متفهما، يقدم لهم التوجيه والدعم الضروريين بكل احترام وإنسانية.
 ويؤكد نفس المختص أن سر النجاح في التعافي يبدأ من الاعتراف بالمشكلة، والاقتناع بأن طلب المساعدة ليس ضعفا بل شجاعة.
وفي ذات السياق، دعا بوزبوجة أحمد جميع الشباب إلى التوجه نحو مراكز العلاج المخصصة لهذه الفئة، حيث توفر الدولة أطباء مختصين وأطقم مهنية مدربة للتكفل بحالات الإدمان، كما دعا العائلات إلى لعب دور إيجابي في احتضان ومرافقة أبنائهم خلال فترة العلاج، بدل التهرب من المشكلة أو إنكارها.
كما شدد على أن التوعية تبقى حجر الزاوية في الوقاية من الإدمان، مشيرا إلى ضرورة تكثيف الحملات الإعلامية والأنشطة التربوية التي تهدف إلى تعريف الشباب بمخاطر الإدمان وتوفير البدائل الصحية والنفسية التي تضمن لهم التوازن والاستقرار.
هذا و شدد على أهمية التكاتف بين الجهات الصحية والاجتماعية من أجل بناء مجتمع أكثر وعيا وتضامنا. فالإدمان ليس نهاية الطريق، بل يمكن تجاوزه بالعزيمة والعلاج والمرافقة الصحيحة. وكل شاب يطرق باب العلاج هو شاب اختار الحياة.
وفي ظل التحديات الاجتماعية والنفسية التي تعيشها فئة واسعة من الشباب اليوم، يبقى الدور التوعوي للمجتمع ومؤسساته التربوية والدينية والإعلامية عنصرا حاسما في كسر حاجز الصمت والخوف، وفتح آفاق جديدة أمام من يريد التعافي والاندماج من جديد في المجتمع.
ويبقى الأمل قائما مادامت هناك إرادة، ومادامت مثل هذه المراكز تفتح أبوابها للشباب وتوفر لهم فرص العلاج والتأهيل والعودة إلى الحياة الكريمة.
 
 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق