وهران
إبادة عشوائية وغير رحيمة للكلاب الضالة ودفنها في الوسط الحضري يهدد الصحة العمومية بوهران

ح/نصيرة
لا يوجد بوهران، أي اجتهاد خاص حول الطريق البديلة لصيد الكلاب الضالة بالبندقية أو بالمواد السامة، حيث تظل إبادتها عشوائية ولا تقل شأنا عن كونها “إجرامية”، على أساس وجود بلديات أصبحت تعتمد على إبادة ” قتل” ومن تم دفن الكلاب المشردة في الوسط الحضري دون اتباع المعايير الأساسية، مع أنه من المفروض أن تكون الإبادة “رحيمة” كأن يتأكد البيطري من أن الكلب فعلا يشكل خطرا مباشرا فيكون انهاءه بالإبادة المعقولة بواسطة مادة متفق عليها كوخز ابرة أو طعام تجلبه رائحته وتتركه لا يتعذب.
وتعيش العديد من البلديات فوضى عارمة في إبادة الكلاب المتشردة، الأخطر في الإبادة أن إزالة خطر الكلاب لا يتم بطريقة مدروسة، ويكون عشوائيا انطلاقا من إشهار البندقية وإطلاق البارود لحين دفنه في وسط حضري، حيث يبقى مشروطا الدفن وفق ما ينص عليه القانون كرسم مسافة 20 متر تحت الأرض، ورش مادة الجير، ومواد لا تؤثر على البيئة.
بينما الملاحظ أن لا هذا ولا ذاك مُتبع في سياسة الإبادة، وتوكل لغير المختصين في تسييرها عمليا.
ووصلت إبادة الكلاب الضالة في بلديات من 20 إلى 50 كلب في الأسبوع، وإذا كانت العملية تهدف من أساسها إلى الحفاظ على المحيط العام والحد من تعرض المواطنين لخطرها، كالهجوم عليهم والتسبب في عضات تدخل المستشفى، إلا أن منطلق الإبادة يبقى بعيد عن الرحمة كما ثبته ديننا الحنيف، والذي يحث على الرفق بالحيوان، إذ لو كان الحيوان يشكل خطرا، هناك بيطري مختص يحدد إمكانية تصفيته وقتله ودفنه لكن بطريقة رحيمة.
وهناك منظمات عملت على اقتراح حلولا بديلة، في حين أنه لا يتم التماس أي معالجة للظاهرة باعتماد مقاربة إجراء التعقيم لهذه الحيوانات قصد ضمان عدم تكاثرها وتلقيحها ضد الكلب، وترقيمها من تم إعادتها إلى نفس المكان، خاصة وأن هناك كلاب تستحق المعالجة بدل الإبادة.
جمعية شفيع الله للرفق بالحيوان تقدمت باقتراح مبادرة علاج الكلاب الضالة ولكن؟؟
ومن المؤكد وسط ما يحدث في طريقة إبادة الكلاب أن هناك جمعيات متخصصة في الرفق بالحيوان من أبدت استعدادها للتكفل بالكلاب التي يتم جمعها، واقترحت دعم العملية بالتكفل الخاص الذي يضمن علاج الكلاب من السُعار والداء، وهو ما أكده ل” كاب ديزاد” رئيس جمعية شفيع الله لما استفسرنا عن تدخلهم اتجاه ما يحدث في إبادة الكلاب المتشردة بطريقة عشوائية، حيث أوضح بأنها لا تتم بطريقة مدروسة، وأنهم أودعوا طلبا لدى مصالح بلدية وهران قصد تمكينهم من مرفق المحشر كمكان يسيرون فيه مجانا علاج الكلاب الضالة بإمكانياتهم، دون تحميل أي عبئ على السلطات، مشيرا إلى أنه حاليا تم التخلص من طريقة إبادة الكلاب بالكهربة وتم حظر ذلك تماما.
هذا ، ويعتبر جهل القوانين، والمستوى المتدني في التسيير، من إحدى الأسباب المباشرة في إبادة الكلاب عشوائيا، وحتى عمليات الدفن وأين تتم غير مراقبة، وتتطلب التدخل لمنع أي خطر على الصحة العمومية.
ونشير إلى أن دور المسؤولين المحليين، اليوم، يدعوهم إلى أن يفتحوا الملف، لأن طريقة التخلص من ظاهرة انتشار هدا النوع من الحيوان في ورشات البناء أو الشارع يتطلب مبادرات كالتلقيح، ومعالجة الكلاب أما المسعورة لا تكون ابادتها إلا بتقرير البيطري المختص وهو من يحدد الطريقة.